السبت، ١٠ مايو ٢٠٠٨

نظرية التكيف المصرية

لكم أعشق هذه الحكومة, وما أدراك ما الحكومة الحالية؟ لديها من الدهالء ومقومات العمل السري
مافاق الجماعات التكفيرية في ايام مجدها. عندما انزلقت الحكومة في هوة الاضرابات التى بدأت باضراب السادس من ابريل والذي نجح بشدة في اخافة الحكومة, حتى اضراب الرابع من مايو والذي فشل لا لسبب الا ان الاحزاب والحركات المشتركة في هذا الاضراب- حتى الاخوان المسلمين والتى تزعم بتوغل قواعدها في الشارع المصري بل وان الدكتور نظيف منع توصيات الوظائف في مجلس الشعب لكافة الاعضاء سواء مستقلين او حتى وطني لانه يعلم ان الاخوان لديها القدرة على الاختراق – لم تستطع تلك القواعد التنظيم مع الشارع... فاضراب الرابع من مايو فشل لفشل التكتلات السياسية من الوجود الفعلي في الشارع المصري والدليل ان اضراب السادس من ابريل نجح دون اي مشاركة من جهات سياسية واحزاب او تكتلات المعارضة.
المهم. انا اعشق دهاء تلك الحكومة وان كنت اكره وجودها, لكن لا بد ان نحترم تخطيطها ومدى قدرتها على الفتك بالشعب.
الرئيس محمد حسني مبارك اعلن بالفعل عن علاوة اجتماعية هي الاكبر في تاريخها لكن الرئيس قال ان على الحكومة البحث عن موارد حقيقة, حتى الان الامر(تمام)ومن خلال القاء الرئيس للجملة سالفة الذكر حيث انه القاها خارج الخطاب المكتوب وظهر من خلال اللهجة ان الحكومة بتصعب الامر – حسب ما ظهر للعبد لله من لهجة الرئيس واسلوب الجملة- حكومة رجال الاعمال التى تبيع الحجر ذهبا ثم تفرض عليك ضريبة بيع وشراء ودمغة وكل حاجة ممكن تخيلها.. تمسكت بكلمة (موارد حقيقة) وبعد الرابع من مايو بعدما وجدت ان كلمة الرئيس هدأت من روع الشعب, فلقد رفع الرئيس الحجر عن كاهل الشعب, فقررت الحكومة ان تبيع هذا الحجر ماسا لا ذهبا فقط.. ففي يوم واحد فقط تبين ان الحكومة تحتاج الى ما يقارب العشر مليارت سنويا ولا بد من فتح اعتماد اضافي للموازنة... بالرغم من ان الموازنة تنتهي في نهاية الشهر القادم.. اي اننا نحتاج موارد تضخ الاموال لمدة شهرين فقط.. لكن الفرصة سانحة الان وقبل ما حد ياخد باله..
ثم في مناقشة مجلس الشعب للموضوع جعلوا المعارضة والمستقلين تناقش الموضوع اكثر من اعضاء الوطني و د/ احمد فتحي سرور اعلن هذا مرة في المجلس ومرة في التلفاز عند المؤتمر الصحفي الذي انعقد احتفالا بتمرير القانون.. اذ انه عندما حانت رفع الايادي(والتى لا تعد وانما تاخد بالنظر)تمت الموافقة..
ماذا يفعل الشعب الان للتكيف مع القانون الحبيب والذي اثقلنا بالتخطيط لليوم بعد ان ارتأت الحكومة ان الشعب كان يخطط للغد.

اقترح ان الشعب يمتنع من ركوب السيارات الاجرة لارتفاع سعر الركوب, والملاكي ايضا لارتفاع الرسم الخاص بها. وخصوصا هذا يحل ازمة المرور.

اقترح ايضا ان الشعب يبطل يشترك لابناءه في مدارس خاصة لارتفاع المصاريف وارتفاع مصاريف الباص (بيمشي ببنزين برضه).. ان يشترك في المدارس الحكومية وايه يعني الفصل فيه60 طالب, كل فصل ياخد عشرة طلاب زيادة عادي ومدرسة ليه اساسا؟؟ هيشتغل يا اخي اساسا؟؟ مايروح فصول محو الامية علشان لو حب يرشح نفسه لمجلس الشعب ويعيش الديموقراطية- ما هي في ازهى عصورها – يكون يعرف يقرأ ويكتب ويكون كل شيء قانوني برضه.

ايضا على الشعب ان يقلل من بذل المجهود, فبذل المجهود يستتبع الاكل وهذا طبعا مكلف.. الشعب يفضل نايم احسن اصل هيصحى يعمل ايه ( يفطر ودا غلط.. يركب الاتوبيس علشان يروح الشغل ودا غلط, بعدين لا سمح الله لو اشتغل هيجوع ويحتاج ياكل, يعني يكرر الغلط مرتين على الصبح كده..

الحل طبعا اللي الكتير هيعمله ودا شيء عن تجربة هي يغلو تعريفة الدرج. ما يصحش في الايام الظريفة دي حضرتك تحط في الدرج جنيهان او ثلاث مايجبوش دخان دلوقتي. ما برضه نزل عليها الرضا
.. تحط عشرة جنيه كده علشان اتوصى بيك
هتحيب العشرة جنيه منين؟ سؤال وجيه طبعا من الدرج بتاع سعادتك... اه صح يعني اللى هتاخده بالشمال (لان طبعا حكاية الدرج دى رشوة وحرام) هتدفعه برضه بالشمال (لنفس السبب السابق)
حضرتك هتقولي انه كده العيشة هتكون حرام في حرام !!! هو حضرتك لسه جاي من بره ولا حاجة.

الثلاثاء، ٢٧ نوفمبر ٢٠٠٧

جزء من محاكمة ضابط تلبانة

أقرب مكان من المنصة

من أماكن مختلفة
الصورة التالية كنت عند باب القاعة॥تخيل عدد الحضور





أتفقنا أنا وزملائي المحامين على حضور محاكمة ضابط تلبانة وما حدث هو

صورة لقاعة الدائرة الثانية جنايات المنصورة والتى كان بها محاكمة الضابط محمد معوض والتى كانت يوم الثلاثاء السابع والعشرين من نوفمبر الجلسة بدأت حوالي الساعة الحادية عشر وغادرت حوالى الساعة الثانية ظهرا لانشغالي


بعض الملاحظات احب ان اكتبها:


رئيس الهيئة رفض رفضا باتا باخراج الحضور او تقليل اعدادهم لجعل المحاكمة علنية لابعد حد


نصف سكان قرية تلبانة حضروا الجلسة وفي بعض الاحيان قاطعوا المرافعات


الضابط المتهم أظهر نفسه لرئيس الهيئة ثم توارى خلف جدار أبيض في قفص الحبس


قال لي أحد القادمون من تلبانة انه يتم تصوير المحاكمة كاملة ثم يتم عرضها على الدش المركزي في القرية।


مرافعة أ/ بهاء المحامي عن المتهم الأول ضربت الكثير من الأدلة في قرار الاتهام।


العاشرة مساءا والساعة سجلوا المحاكمة

حادثة وصحفي


بعد انتهاء المحامي الأول الاستاذ بهاء صفق بعض الحضور, فوجدت شابا يحادث آخر ويكتب في مسودته (أن الداخلية أتت ببعض الضباط والبلطجية المؤجرة للتصفيق) -الله أعلم من الصادقعلمت منه انه صحفي في جريدة يومية معارضة أحدث الصحف اليومية وشبه معروفة - ومش الدستور ولا المصري اليوم-


الثلاثاء، ٢٠ نوفمبر ٢٠٠٧

ممكن نفهم الحكاية؟

ممكن نفهم الحكاية؟

حكاية اللى بيحصل في البلد كل يوم وكل ساعة, كل يوم قرار متعرفش منين, ايه هيئة البحث اللى قررت الحاجة للقرار. ولا مين اللى أصدره, وعلشان ايه؟ كل اللى بيحصل انك تفتح الجرايد بعد ما تلعب سودوكو وتحل الكلمات المتقاطعة تلاقي اخبار كتير وقرارت اكتر متعرفش انت اللى المقصود بيها ولا مين.. عندك مثلا:

المادة الخامسة من قانون السلطة القضائية الجديد (قانون مرعي) جعلت من اذن رئاسة السلطة القضائية في اجراءات التحقيق والضبط مجرد شكل, باختصار يمكن لضابط شرطة التحقيق من قاض أو ضبطه واحضاره الى قسم الشرطة دون أن تعلم رئاسة الهيئة القضائية بالأمر, أي ان القانون جعل الشرطة تفوق الهرم القيمي للمجتمع عن القضاء وهذا يعد انتهاكا لا للقضاء فحسب بل للمجتمع بأسره, فمعنى ذلك أن القاضي لن يكون محميا من أي تعدي عليه من أي فرد, بالتالي كيف سيحكم بين الناس وهو قلق من الملاحقة,وكيف سيتحاكم اليه الناس وهو لم يعد عمود الهرم القيمي.
(من الآخر ... بيني وبينك: اللى عاجبنا نحميه, واللى مش........).

مثال آخر: لما تكون الوظيفة بثلاثون ألفا من الجنيهات, طبعا هذه رشوة بواح, ستنقسم على أكثر تقدير على ثلاث أفراد, كل فرد نصيبه عشرة آلاف جنيها حراما لا لبس فيه, كيف تتحمل البطون هذا الحرام!؟ هل جراء تعودها على الماء بالكلور والمنتجات المسرطنة صار الحرام سهل الهضم. أنا لا أتكلم عن وظيفة قيادية, أنا أتكلم عن وظيفة في شركة قطاع خاص علمت من صديق أن هنالك وظيفة محاسب مطلوبة بالمبلغ السابق ذكره وتحصل على الوظيفة خلال سنتين أو ثلاث..
(يعني سعادتك لو دفعت, هتأكل بيوت من حرام و سعادتك برضه هتأكل حرام, وكمان الفرد اللى كان أحق منك وسعادتك ظلمته وكلت حقه هيلعنك ويدعي عليك وعلى اللى شغلك)

آخر مثل وده مش عايز أفهمه الصراحة, هي البلد اللى اسمها مصر مين عايزها, الحكومة خصخصت القطاع العام والبنوك وكل حاجة, والشعب مش عايز يقعد فيها وعايز يمشي والكل يلعن الغلاء, طيب مين هيفضل في البلد!!؟ الشعب عايز يستورد حكومة والحكومة عايزة تستورد شعب, طيب ما نصدر نفسنا كلنا و نمشي, بس بشرط محدش يرجع يبكي وينوح ويلعن اليوم اللى ساب في بلده.... صدقني هنرجع نبكي ونعيط لأننا هنكون زى أطفال الشوارع, لو حد قالنا ارجع لبلدك هنجاوب عليهم ازاي!!؟

انا كتبت المقالة دي بالعامية مع اني من اشد المعارضين للكتابة العامية, الا ان الكسل اللى ماشي في الجو, وخلى الموظف ينظر لك نظر المغشي عليه من النعاس , لازم يجيب نتيجة ما الواحد مش سوبر مان أو محصن ضد الاحباط.


20 /11/2007

الخميس، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٧

أيها الكادحون

أيها الكادحون


ظللت لعدة أيام, أنتظر, لفكرة مقال تطاردني حتى الكتابة, فالمفترض أن يكون المقال نابع عن تصور يكون حلاً لمشكلة راهنة أو صورة أفضل لوضع واقع. ومرت فترة تلو الفترة, لم تكن المشكلة في التصور في حد ذاته أو المعطيات الواقعية التى تجعل من هذا التصور واقعياً لا خيالياً أوجهلاً بنتائجه المرغوبة, لكن كانت المشكلة, لمن أكتب؟
من ذا الذي أبتغي له هذا التصور؟ كانت الأجابة حاضرة, للمواطن المصري المغلوب, الكادح, الفاقد لقوت يومه لفقدان الجنيه العزيز القيمة الفعلية له في السوق. لكن وأسفاه, لم أجد هذا المواطن موجوداً, ببساطة لقد أختار هو الأختفاء. بمفرده, قرر أن يذهب بعيداً عن كل ما يحيط به, أرتضى أن ترمي به أمواج البحر على شطآن صخرية, لا يعلن انزعاجه من ذاك أو ذاك, فحجته انه لم يوجد نفسه داخل تلك الأمواج.
شرفاء المعارضة والمثقفون يكدحون ليلاً ونهاراً, سراً وجهاراً, لتمكين هذا المواطن محدود الدخل من أن يحيا في وضع أفضل, تجمهروا له وتظاهروا له, حتى انهم في كثير من الأوقات أعتقلوا له وانهالت عليهم الضراوات أيضا له, لكن أين كان السيد الموظف محدود الدخل؟ كان يبتاع الجرائد القومية ليقوم بحل الكلمات المتقاطعة لتسلية وقته في عمله. بعض الصحف المستقلة أيقنت تلك المسلمة الغائبة عن عقول المشغولون بالصراع من أجله, فقامت باستيراد لعبة السدوكو اليابانية من أجله, ثم أتت بها الصحف القومية حتى لا تخسر مبيعاتها التى تعمتد على ذلك.
الكل يحمل هم الموظف المكدوح محدود الدخل, الكل يسعى لتحسين وضعه, ثم يغادر هو القاعة في وداعة دون القاء تحية الوداع. هذا المواطن صار يحمل هماً واحداً, كيف يوفق بين العلاوة وزيادة الأسعار متناسياً عن قصد أن العلاوة حق له, وأن ارتفاع الأسعار ليس حق مكتسب في كل سنة مالية للتاجر. يمط دائماً شفتيه كاظماً غيظه عن حاله وواقعه, لكنه لا يحرك الا قلماً له يعلم به كافة اجابات الكلمات المتاقطعة عن ظهر قلب, ليس عن ثقافة واسعة الاطلاع, انما هو الاعتياد, صار وجوده عادة, كينونته أكتسبها عن الأعتياد لا الأختيار.
دائماً ما أتسائل ما السبب أن كافة القطاعات تنظم اعتصامات للحصول على أوضاع أفضل, العمال, المعلمين ما عدا الموظفين؟ أرى السبب في الصورة الرسمية الفرعونية والتى توارثناها من قرون, صورة الكاتب المصري, ذاك الرجل الجالس ذو الوجه الصامت دائما,الراضي دائما, انما هو الكتاب القابع على رجليه, انما هو حياته, لا يفارق أحدهما الاخر الا حين المعاش.
يا عزيزي الموظف نظرة شفقة الى الشرفاء, ناقشهم, خالفهم أو وافقهم, لكن لا تترك ساحة الأرض باقية دون أن تمر بها, ان المبتغى من كل هذا هو أنت, ان شرفاء المعارضة لا يقاتلون من أجلهم فقط, بل لكل مواطن مصري يبتغي عملاً حسناً وماءاً نقياً وطعاماً شهياً. اخواني وآبائي الكادحون, تمّلكوا حياتكم ومصائركم, قفوا مع مصالحكم والمطالبين بها, عارضوا من أضاعها بتهوره واستهتاره بها.




السبت، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٧

الغرق في بحر العجم

الغرق في بحر العجم


كلما صدر عدد من جريدة قومية كانت او معاضة, غالبا ما يطالعنا العنوان المألوف المأسوف على شخصو الواردين في طيات هذا الخبر. مجموعة من الشباب دفعوا ألوف الجنيهات هربا من الوطن الى السباحة طويلة المسافة في بحر العجم. ألوف من الجنيهات لا أعلم لما يدفعونها أو من أين قاموا بايجادها ليودعوها في جيب رجل غالبا ما يكون واردا في الحدث تحت عنوان (يدعى..فلان) عن طيب نفس. ثم تبدأ الرحلة المرتجاة نحو خيبة الأمل. تسافر الى ليبيا, ثم ترتجل قاربا يكافح الغرق لانه بطبيعة الحال منهار القوى لان وأد القارب الذي حوى في جنباته أنفاس المسافرين نحو بلاد العجم هو المآل في نهاية الترحال. ثم يبدأ اخي المواطن (جزافا) في السباحة ما لايقل عن خمس كيلومتر في عرض البحار الدولية والتى لا تقل ضراوة عن أنياب الأسد الجائع للفرائس, انما البحر مرتقبا لمجيء الفرائس التى لا تخيب آماله. ثم يظهر الخبر في الصحف جمعاء. بتفاصيل الحدث الممل تكرارها ولا أحد يفهم سواء كان القارىء أو المحرر لما تكرار التفاصيل. أم أن الاشارة ليست قوية المغزى وكل لبيب بالاشارة يفهم. أم أن الكثير فقد لبه.

خمس عشر ألف جنيه (على أقل الاخبار الواردة) يتم تسليمها الى رجل يدعى فلان. هذا المبلغ يستطيع به أخي المسافر أن ينشأ عملا أو يفتتح به محلا يبيع فيه من السلع في دولة تبتلع جميع المنتجات وتسعى جميع دول المعمورة الى انزال سلعها بها. لكن يبدو أن استخدام العقلية الاقتصادية ليست في متناول الجميع لانها ليس في الكتب الدراسية ربما.. ماذا عن اعمال العقل في الخطوة المرتقبة التنفيذ!؟ نحن امام دفع مبلغ كبير نسبيا من المال لرجل يدعى فلان, معطية أولى. سأسافر الى دولة اخرى لست مرحبا بها والقبض على وترحيلي شيء شبه متوقع الحدوث, معطية ثانية. اما المعطية الثالثة اني ساصارع موج البحر والقي جسدا منهكا على فيروز الشطآن ليأتى صديقى حرس الحدود ليجدني سهل المنال لا أقدر على الهروب أو الحركة, وأخيرا اني ساكون في دولة لا وجود لي فيها وسأظل طوال حياتي مهددا بالترحيل حتى أجد ساقطة ترحب بصموتي على عهرها وتتزوجني حتى أحصل على الاقامة, المعطية الرابعة. اذن فلقد راهنت بمالي وحياتي وكرامتي وشرفي (ماذا تبقى منك اذن؟) لأحصل على عمل. اما الاعمال المتاحة لامثالي هي غسيل الصحون (مكان لحوم الخنزير والخمور) أو أن اكون خادما في فندق( هذا ان كنت سعيد الحظ ولا داعي لتكدير الاذهان في الشهر الكريم).
بعد دراسة المعطيات والنتائج المترتبة على نجاحي في الصمود امام تلك الرهانات والتنازلات اؤمن ان كل من قام بها سفيه. لماذا نرحب بالغرق في بحر العجم ونحن أول من عبرناه بنور الحضارة وروح الحداثة, لماذا نلقي بكل ما نملك من مال وكرامة وعزة وشرف في قمامة الحياة لمجرد بضع أوراق لن تكفيك عيشا كفافا لان صاحب العمل (يمسكك من اليد التى توجعك) سيسرق اجرك عيانا وينظر اليك بامتهان فلتذهب الى قسم الشرطة واطلب حقك هناك. هل ستجروء على الذهاب حينها؟؟؟؟؟.

اننا امام اجساد شابة فقدت عقلها وأدعت السفه, لا أريد لك أخى المواطن ان تكون بلاكرامة وان تمتهن وان يتم الاعتداء عليك. اني معك في ان الحال في وطننا ليس بجيد, لكن هذا أعدى لان تكافح من أجل اخوتك واسرتك التى تركتها هنا وهربت من كل مايربطك بالعقل. اذا كنت مدمنا للخروج من هنا, فلا تغادر الا اذا كنت حاصلا على ما يثبت حقك ويطمئن قلب ذويك. لكن هل صارت الحياة في بلدنا ذريعة للانتحار غرقا في بحر العجم متمسكا بوهم لم تره ؟ لا أظن سوى قلب يائس وعقل اعتاد الاتكال ان يهرب من مقامه دون ترميمه لانه اكسل من ان يحاول ترميم مسكنه .

الثلاثاء، ٢٨ أغسطس ٢٠٠٧

الحكومات والخدمات السياسية


ان وضوح المنظومة القانونية والتشريعية لدولة ما, لا يجلب لها الا الكثير من المنافع والمصالح, بدءاً من ثقة المواطن في استعادة حقه بالطريقة القانونية وانتهاءاً الى حالة مجتمعية من اليسر والسرور والانتماء, فيصبح هذا الوطن والنظام الذي يحكمه مقصداً للمظلوم وابن السبيل, ويكون الوطن مقصداً يرنو له قلب مواطنه المغترب وملاذاً آمناً ان أقام به ويثلج جوار الوطن قلب المواطن. لكن ان صارت الحكومة مشغولة باجراء ترقيعات وقتية تستنفذ بتلك التعديلات المشوهة غرضاً ما- خلافاً لكافة النظريات القانونية المعمول بها على مستوى المعمورة- فتصيب المنظومة القانونية بالتضخم الكودي والذي لايقابله حالة قانونية تماثل شروطه, تبعا لذلك لا يجد المواطن نفسه الا في محيطات التيه وأمواج الضلال تلاحقه, فلا يجد سبيلاً غير استخدام القوة الجسدية أو القبلية أو القروية لاعادة الأمور الى نصابها مما يضع الوطن في حالة من ازوادجية من المعايير المطبقة بين الأفراد والبعد التام والفصام الحاد بين العرف والقانون, فيضع القانون في الموت السريري انتظاراً لمن يطلق عليه رصاصة الرحمة.

انشغال الحكومة بهذه الترقيعات القانونية واللائحية ليس لها سبب أو مايستدعي هذه الخطوة الا الخدمات السياسية لسلطة ما وضعتها على كرسي الوزارة, هذا الانشغال- خلافاً لخلق مُكّون رث للقانون- هو يستغل مقدراتها وامكانياتها العلمية والعملية بعيداً عن الخدمة المواطن الرابض على أقليم تلك الدولة –الهدف الاساسي لها- فتظهر على السطح فجأة قطع ثلجية صامدة كالجبال تعيق سير المياه في الانهار, تلك القطع الجليدية ما هي الا المشكلات التى تناستها الحكومة اثر انشغالها في خضم الخدمات السياسية التى تقدمها للنظام الحاكم. ظهرت في مصر مشكلة المياه بطريقة فجة صعبة, أفراد قطعوا الطريق على طرق المسافرين لجلب الماء, الأدهي انها مشكلة صامدة كالجبال لا حل لها الا بعد بضع سنين سيحيا فيها أخي المواطن دون ماء, لانشغال الحكومة عن التفتيش على خطوط المياه. انشغال جهاز الردع المتمثل في جهاز الشرطة جعل من القتال الطريق الأوحد لفض المعركة, كما حدث في الدقهلية وفي قنا. ناهيك أن هذا الانشغال أوقع التفتيش على مراكز الشرطة في طي النسيان, فجعلت مراكز الشرطة في يد فرعون صغير لا يوجد من يراقبه لانشغال المراقب عن المرقوب. ونستطيع أن نتكلم عن جميع المجالات بدون استثناء لكن الموضوع سيحتاج الى كتاب لا مقال. اللهم الا قطاع الدفاع والجيش, هو الجهاز القادر على تأدية وظيفته على أتم وجه – الحمد لله- لأنه لم ينشغل الا بذاته ولا يقوم بتأدية أي خدمة سياسية. هذا الجهاز الجبار علم وظيفته, أنشغل بتأديتها, فأصبح ذو قوة كاملة وتطوير تام يُلقي الرعب-حتى الآن- في قلوب من يفكر في محاولة دخول مصر أو احتلالها.

كان يجب على الحكومة أن تقوم بدراسة مميزات ومخاطر الخدمات السياسية للنظام. ستجد أن الخدمات السياسية تسنفذ الحكومة دون أن تترك اثراً يذكر في التاريخ, وأن استقالتها وتغييرها أمر يقيني الحدوث كطلوع الشمس من المشرق صباحاً. بل اليقيني أيضاً ان عمرها لا يتعدى عقداً واحداً من الزمان, ثم تخرج لا يتذكرها مواطن الا بما يسوءه ودعوات الغضب تخرج من أفواه جموع المواطنين, ويظل الوزير الخارج في طي النسيان ويمنح لقب وزير سابق تأدباً في الصحف والاعلام, لا لشيء الا لمروره على هذا الكرسي, حينها لا يمنحه التاريخ شرف الورود في طياته, اذ أن التاريخ يسأل: ما الداعي وما الهدف وما الاثر الذي تركته على أرض الواقع ؟والاجابة بالطبع هي لاشيء.

الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠٠٧

ردا على من اتهم القلم

وصلتني رسالة من مصري يعيش في السعودية هذا نصها:

هل فعلا وصحيح كل ما يثار حول الشرطة المصرية ؟ وحتى إن كان هناك قلة من رجال الشرطة تسئ للشرطة .. فهل كلهم بهذا السوء ؟أم أن الكل يتكالب عليها بمبرر وبدون مبرر ؟هل من مصلحة مصر أن تضعف سطوة الشرطة المصرية ؟ بل هل من مصلحة مصر أن تضعف حكومتها ؟هل تعلم المعارضة أن كل وهن يصيب الشرطة ثم الحكومة يمكن أن يجعل مآل مصر هو مآلت إله العراق ؟هل أحزاب المعارضة في سبيل تنفيذ وإنفاذ فكرتها عن منع التوريث على استعداد بوقوة لإيصال مصر إلى اي طريق حتى ولو كانت طريق العراق ؟لماذا ساءت سمعة مصر في الخارج ؟بسهولة ساءت لأن أحزاب المعارضة بدأت تتخذ دورا لم تكن تمتلكه من قبل ؟أنا أعلم أن هذه الايميلات معظمها لمصريين من المثقفين ولكني لاحظت أن بعضهم له توجهات في نشر غسيل مصر الداخلي .... فهلا نصحو ونستفيق لأن مصر ليست هي الشرطة المصرية وليست كلها عملاء وليست كلها خراب ؟؟؟ كل الحركات .. كل الأحزاب ... لا تهتم سوى بالاعلام والتشويه والنقد لا يوجد دراسات ولا يوجد أفكار فقط منافسات على رئاسة الحركات ... فأين الرجال !!!! هل الرجال هم مصطفي من يهمه الظهور الاعلامي هل الرجال هم الفقي من يهمه هل الرجال س من يتعيش بالدين... أين المصريين؟ أنا مصري بالسعودية يندى جبيني لما نسمعه ويسمعه أخواننا السعوديين من مصريين يشهون سمعة مصر ... مصريين لا يعنينهم سوى حلقة في فضائية بربع ريال لكي يهين مصر ... إلى متى ؟ والله لو كانت الشرطة المصرية كما يقولون لما تجرأ واحد من هؤلاء على تشويه وإهانة مصر عيانا بيانا .فهل نكون أصدقاء في الدفاع عن مصر وتحسين صورتها وليس فقط انتقاد رموزها وقياداتها ... انتظر ردك ولنكون جمعية من محبي مصر ومحبي الدفاع عنها ... أنا على استعداد لدفع أي مبلغ لتحسين صورة مصر فهل تكون معي بصوتك فقط انتظر ردك
Dr. Hassan Amin Mohammed
Economic Consultant
Mobile : +966509815491

الاستاذ/ حسان
تحية طيبة وبعد
لا أدري متى قرأت لي أو أين قرأت لي؟ وصراحة لا أدرى من أكون حتى أكون من مشوهي سمعة مصر؟ وليس لي أي مقال على موقع غير مصري حتى ولو كان عربياً.أنا مجرد مصري يحاول أن يعيد مصر الى ما كانت اليه, أتتذكر مصر التى كانت تنصاع لها الجباه الدولية؟ نعم كانت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها تسعى الى ارضاء مصر ونظامها حتى وقت قريب جداً, كانت القوى الدولية تدعونا للتحالف وتطلب رضاءنا يوميا. لكني لم أعقب بعد على حوادث التعذيب في أقسام الشرطة بعد, وكان هذا كان سيكون مقالي القادم الا أن حضرتك قد حولت خاطري لأشاطرك الأفكار والأحزان التى تكوى اخوانك واخواتك.
ربما كان قصد حضرتك انك في الغربة أحسست بمرارة التغير في صورة مصر الخارجية, ربما كانت قوة هذا الاحساس لدى حضرتك أكبر منا في الداخل, لكن لا أظن أن حضرتك تقصد أن نصمت على جوع وعطش وتعذيب المواطن المصري. لكن يجب أن تتأكد حضرتك انه ليس في خاطر أي مثقف شريف أو سياسي محترم جلب القوات الاستعمارية الخارجية لحل مشاكلنا, بل نقوم نحن بنقدها وحلها ونبذل- لو تعلم- أمننا وقوتنا ومستقبلنا في سبيل ذلك. ولقد ألزمتني بالرد على تلك النقاط:
اولا: نحن نتحدث عن وطن به بعض العلل, فوطنيتنا تجبرنا على تصحيح الأوضاع ومداواة الداء.

ثانيا: ليست كل رجال السلطة ساديون, بل منهم رجال وطنيون ومحترمون جداً, لكن لا يجب أن ندع دم صبي ذو 13 عاماً يسفك دون محاسبة سافكيه.
ثالثا: يجب أن تتيقن حضرتك أن الكل يعمل في مصر من أجل رفعتها ونموها وأن تعود كما كانت هي القائد والزعيم في المنطقة وأن يتم تقبيل يدها لتوافق على أي قرار تفكر دولة عظمى في اتخاذه, مخافة منها ومن سطوتها في المنطقة.
رابعا: لو كنت أريد الجاه أو حتى أكون مشهورا يكفيني أن أكون من منافقي السلطة أو أسب التيار الاسلامي أو الشيوعي أو مجرد أديب يتطاول على الذات الالهية في قصيدة ويأخذ عليها جائزة.
خامسا: هل تتصور حضرتك أن هناك سياسي مصري محترم يقبل أن يكون منع التوريث عن طريق أمريكا او غيرها, المعارضة في مصر شريفة, لم تذهب يوما الى لندن لتكوين جبهة تحرير أو ارتضينا يوما بتدخلات خارجية, ألم تقرأ ان المعارضة تقف مع الحكومة في رفض التدخلات الامريكية؟ لندن بالنسبة لمصر مقر للهاربين من القانون.
سادسا: أحب أن أذكر حضرتك أن العملة المصرية هي الجنيه, وليس الريال. ومسألة أن هناك من يسب مصر على الفضائيات أمر لم ولن يفعله أحد من شرفاء المثقفين او الساسة. نحن نسعى لتحسين وضع مصر, فاخوانك جوعى وعطشى ولايجدون الا طعاما مسرطنا بالمبيدات وذلا في المواصلات.
سابعا: ما العيب في انتقاد رموز وقادة لنظام ما؟ هل صاروا رسلا أو صحابة فلا يجوز الطعن عليهم أو مسائلتهم؟
أخيرا: حضرتك تسأل أين المصريون؟ وكيف تسمع أنينهم وأنت لست هنا؟ بالله عليك, هل كنت لتسافر لو كنت تعلم أن مستقبلك زاهرا في وطنك؟
تحسين صورة مصر يا سيدي, تبدأ بتحسين صورة المواطن ووضعه, فما الوطن الا مواطنين يتنعمون في دنياه.

وأدعو السادة قراء هذا المقال بمراسلة الاستاذ حسن ودرء شبهة التكسب عن كل مقال كتبه أو مظلمة نشرها ودرء تهمة تشويه صورة مصر من على أنفسهم وشرفاء المثقفين والساسة في مصر. بيانات الاستاذ حسن في نص الرسالة والتى ارسلها لشخصي المجهول مشكورا.

الى من أبثُ حزني وألمي
تركنا النفاق والترشي
ومارسنا النقد والتمني
بوطن لا يسكبُ فيه دمي
فما نلنا الا الاتهام والتجني
مازالت مصر-يا سيدي-
وطناً لي رغم التردي
امُارس لها العمل والتمني
فما غير الجوع رافقني
وحس الأمن فارقني
فكفي بالله حسبي
وفي نصرة مصر هو عوني.